كالعادة: أكتب وأراسل أشخاصاً أتخيلهم مشدودين بكيبلات إلى عقولهم. أتلقى مكالمات دافئة عن أشخاص حانقين. يكاد صوت المتكلّم أن يقصي كل شتيمة تلمع برأسي. أشعر بأنهم يتكلمون عن شخص آخر، ولشخص آخر. أكتب. وأسمي القط الجديد "باشو". وأستضيف "جو" في الصالون لأنظفه من الدم المتجلّط على ذيله. أكره "ميمي" الآن بكل طاقتي، ولو لم تكن ترضع أبناءها الثلاثة، لكنتُ منعت عنها كلّ ما لن آكل.
أكتب عن فنان استشراقيّ يعترف بأنه مستشرق طارئ على المكان، ولا شيء يشدّني إلى شكلي الذي أحب انعكاسه على زجاج السيارات إلا قائمة أغانٍ عشوائيّة: إيليني كارايندرو، شجريان، مونو، Godspeed You Black Emperor، حسين عليزاده، آنيا ليخنر وفاسيليس تاسبروبولس، كيشاوا دايسكو، غريغور سامسا. أستطيع أن أستعرض الأسماء الصعبة التي أحبّها، لكنني دوماً أحب غريغور سامسا لأنه استيقظ في صباح إحدى الأيام ليجد أنه يشبه نفسه تماماً: صرصور.
على هامش معرض منى حاطوم في مركز بيروت للفن قبل عام، تصفحّتُ كتاباً توثيقياً لأعمالها القديمة. في تاون هاوس بالقاهرة، وإلى جانب باب موارب، وبدلاً من صورة الغائب، وضعت حاطوم لوحة بإطار وكتبت عليها "لأنك لا تزال هنا".
أدركت فجأة بأني بحاجة لإحاطة نفسي بغرافيتي على الجدران على رأي إدواردو غاليانو.
وهذا ما سأفعله على جدران مدينة بليدة، وعلى الجدار الداخلي لرجل بليد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق