قلنا له: أنصِفنا: إنّنا نحمل صورتك أينما حللنا. لم تسمَّ البلاد بأسمائها، بعد، لنصفَ لك غربتنا.
تعبنا من الوصف- قلنا له: نتحرّك كالغبار في شوراع ظنّنا أنكَ حاميها.
حتى أن أطلنا شعورنا، ووقفنا نمشّط أمام المرايا، طَفَتْ جثّتك على سطح نهر، وقرّرنا أننا سنحبّك.
أحببناكَ، وسمّيناكَ غريقنا الأجمل.
وهكذا كان لك اسماً من مقطعين، وكانت لنا أسماءً قصيرة، كأسماء غزاةٍ بشعر طويل وأوتار نشدّها على جلدٍ قاسٍ وصفيح مضروب.
وكنا عندما نتذكّرك، نشير لك بقبضاتنا التي رفعناها، كالأنتينات، إلى الأعلى.
وقلنا لك: أعنّا على قتلنا: هذا سخام بارد.
كلّ ما في الأمر أنّنا كنّا نفتقدك. لكنّك كنت ترتدي قمصاننا، وتنظر إلى نهرنا، وتربّت، مثلنا، على بؤسنا، وتطفو وحدكَ على أسطح منازلنا.
هناك، بينما كنّا نفسّر لكَ لغتنا، ونعدّ خطاك.
حتى أن وجدناك على الباب: الدم يقطر من أسنانك، وفي عينيك دموع حمر.
سألناك عن اسمك، لم تجب. وفكّرنا: أكان ينبغي أن ننادي طبيباً؟
لكننا استلقينا إلى جانبك، وأمسكنا بيديك. وأصبحتَ الآن حبيبنا.
وهكذا، وقعنا في غرام صبيٍّ ميّت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق