الخميس، 21 يوليو 2011

الحتّة القاسية

أوكي. لندّعي أنّنا ما زلنا معاً. وأنّ ما حصل تلك الليلة أنّك "شلتي الحتة القاسية بقلبي وأكلتيها"* ليس أكثر. لنّدعي أنّني سأيقظك غداً في الساعة السابعة وعشرة دقائق. وأنّنا سنتحدّث قبل ذلك على السكايب، ونلعب لعبة السجائر. لطالما كنتُ أصفن بطريقة تدخينك. كيف تحملين السيجارة من نصف فلترها البنّي وتضعين الباقي في زاوية البنّ من شقّ شفتيك. كنتُ أصفن كثيراً بمرآة نفسي. أصفن حتى يحمرّ خدّاك. كأنني أراكِ لأول مرة. أو كأن نجمةً ميّتةً، مثل تلك التي تلمعُ فوق شعري غير المغسول، تنظرُ إلى ماضيها. كان كل الإرهاق والتوتّر الذي يغمر أعصابي ينسحب بسرعة إلى حيث تتعبين. إلى حيث يمكنني أن أراكِ وأنتِ ترفعين السيجارة من نصف فلترها البنّي وتحرّكين يدكِ وتدندنين أغنية نسعمها سويّاً. لندّعي أنّني لا أزال أفكّر في شكل قدميك على الأرض. أنّني أفكّر فيما إذا كنتِ حافية لتتحرّك مخيّلتي، أو أنّك ترتدينَ صندلاً لتتحرّك يداي. لندّعي أنّنا نتفاوض على فرد شعركِ بعد الساعة الواحدة صباحاً. لندّعي أن كوافيراً ثرثاراً ينتظر وراء الباب بسشوار أحمر. لندّعي أنّنا نستقيل من أعمالنا، ثم نخطّط لخراء الأيّام التي سنشحد بها. أنّنا سنكون أكثر حريّة. لندّعي أنّكِ الآن لستِ على الجيميل ولا الماسنجر ولا تويتر ولا الفيس بوك ولا سكايب. أنّكِ غداً ستضعين ذراعكِ على ركبتي، وأنّني سأتحسّس طرف لسانك بلساني عندما تذهب "تاء" إلى الحمّام. أنّ جسد حسين البرغوثي يُجرُّ من غرفته إلى المشرحة على عربة بعجلات صدئة فقط في مخيّلتنا. وأن كميليا جبران لا تزال ترتدي بناطيل واسعة. لندّعي أن "قلبي كهف مفتوح"، وأنّ "الحلوة فهمت"**.

وعندما يحصل كل ذلك، لندّعي أنّ ذلك الشّرخ لم يحصل إلا هنا، بالضبط، حيث يؤلمك. وهنا بالضبط، حيث يرتطم مكعّب ثلج في جوفي كلّما فكّرتُ فيكِ.



*من قصيدة لعبد الرحمن الأبنودي. بتصرّف.
** من أغنية "ثلاثين نجمة" لفرقة صابرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق