النادلات الكهلات رماديات الشعر
في ليل المقاهي
استسلمن،
وبينما أعبر أرصفة
الضوء وأنظر إلى نوافذ
الحاضنات
أرى أنها لم تعد معهم.
أرى بشراً يجلسون على مقاعد الحدائق
وأستطيع أن أرى من طريقة
جلوسهم ونظراتهم
أنها غادرتهم.
أرى بشراً يقودون السيارات
وأرى من طريقة
قيادتهم السيارات
أنهم لا يحِبّون
ولا يحَبّون
ولا يفكّرون في
الجنس. كله منسيّ
كفيلم قديم.
أرى بشراً في المتاجر
والسوبرماركيتات
يسيرون عبر الممرات
يبتاعون أشياء
وأرى من طريقة ملاءمة ثيابهم
لهم ومن طريقة سيرهم
ومن وجوههم وعيونهم
أنهم لا يبالون بشيء
ولا شيء يبالي
بهم.
يمكن أن أرى مئة شخص في اليوم
استسلموا
كلياً.
إذا ذهبت إلى حلبة سباق
أو إلى حدث رياضي
أرى الآلاف
ممن لا يكنّون شعوراً لشيء
أو أحد
ولا يتلقّون شعوراً
في المقابل.
في كل مكان أرى أولئك الذين
لا يتوسّلون شيئاً سوى
الطعام والمأوى
والثياب؛ يركّزون
على ذلك،
بلا أحلام.
لا أفهم لمَ لا يختفي أولئك
البشر
لا أفهم لمَ لا تنتهي
مدّتهم
لمَ لا تقتلهم
الغيوم
أو لمَ لا تقتلهم
الكلاب
أو لمَ لا تقتلهم
الزهور والأطفال،
لا أفهم.
أفترض أنهم مقتولون
لكنني لا أستطيع التكيّف
مع واقعهم
لأنهم كثيرون
جداً.
كل يوم،
كل ليلة،
تزداد أعدادهم
في قطارات الأنفاق وفي
المباني وفي
الحدائق
لا يشعرون برعب
أنهم لا يحِبُّون
أو لا
يحَبَّون
الكثير الكثير الكثير
من إخواني
البشر.
تشارلز بوكوفسكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق